ملخص محور التجربة والتجريب بالدارجة

المحور الأول : التجربة والتجريب

ملخص محور التجربة و التجريب, السلام عليكم الاخوان معانا اليوم على منصة كلشي بالدارجة من بعد ما هدرنا فالدرس السابق على مفهوم النظرية والتجربة بالدارجة اليوم غنهدرو على اول محور فهاد المفهوم لي هو محور التجربة و التجريب بشكل ملخص كيما ديما خود ليك 3 دقايق قرأ هادشي بشوية عليك أو مغتخرج منهنا تتكون فهمتي المحور بحال الضحك. إذن نبداو الدرس على بركة الله.

مقدمة التجربة والتجريب

غالبا ما كيتخلط مفهوم التجربة بمفهوم التجريب، حتى أن بعض الباحثين كيعوضو واحد بلاصة الآخر وكيوليو مفهوم واحد. وغالبا ما كنشوفو هاد الناس كيبغيو يستعملو هاد المفهوم باش يناسب دلالة واضحة على الآخر.

والواقع أن كاين فروقات كبيرة بين التجربة والتجريب خاصنا نشرحوها، فالتجريب كيلخص داك الخطوات اللي كيعكسها المنهج التجريبي والمتمثلة في: الملاحظة - الفرضية - التجربة - القانون.. وبالتالي كيجمع بين ما يمكن اعتباره معطى واقعي وبين ما يمكن اعتباره معطى فكري، بينما التجربة ما هي إلا خطوة من خطوات المنهج التجريبي، كتمثل داك الإجراءات المخبرية اللي كتسعى للتحقق من الفرضية وكيبقى السؤال المهم هنا هو:

- شنو هي شروط بلوغ الحقيقة العلمية؟ واش التجربة بالمعنى الاختباري اللي كتشوف الواقع معطى جاهز خاصو يتوصف كما هو؟ ولا على التجربة تنفتح على الافتراضي والخيالي في معرفة الظواهر؟

- شنو دلالة التمايز بين التجربة والتجريب؟ شنو طبيعة المنهج التجريبي؟ وشنو هي أهم خطواته؟ وإلى أي حد يمكن اعتبار التجربة هي أساس بناء المعرفة العلمية؟

تصورات ومواقف الفلاسفة التجربة والتجريب

موقف كلود برنار (1878 - 1813)

التجربة العلمية بوحدها كاتأسس النظرية العلمية وهي معيارها الوحيد.

كلود برنار كيشوف أن بناء النظرية العلمية كيبدا من الملاحظة الدقيقة والأمينة للظاهرة المدروسة، يعني تكون بشكل موضوعي، بحيث العالم كيشبه بآلة التصوير. الملاحظة كتؤدي إلى ميلاد الفكرة، هاد الفكرة كتعتبر حل مؤقت لتفسير الظاهرة، هاد الفرضيات على العالم يتحقق من صحتها باختبارها وحدة بوحدة، واللي مكنتنا من تفسير الظاهرة المدروسة غادي تولي نظرية علمية جديدة. بهاد المعنى تكون التجربة هي منطلق بناء النظرية العلمية ومعيار صحتها.

موقف روني طوم (1923 - 2002)

للعقل والخيال دور أساسي في بناء النظرية العلمية.

روني طوم كيأكد على أهمية الخيال في بناء المنهج التجريبي، فالتجريب بوحده عاجز على تفسير الظواهر الطبيعية واكتشاف الأسباب المتحكمة فيها، وما يمكنش يكون علمي إلا استغنى عن التفكير والخيال، فالتجربة العلمية، ما كتقتصرش على ما هو واقعي ملموس فقط، بل كتنفتح على ما هو خيالي افتراضي، بزاف من النظريات العلمية، الفيزيائية والرياضية...، ما كان لها أن تتأسس لولا الاستعانة بالعمليات الذهنية في ظل غياب عتاد مخبري، فمهما بلغت قوة وصلابة التجربة ما يمكنش الاستغناء عن التفكير والخيال.

موقف ألكسندر كويري (1892 - 1964)

التجريب مساءلة منهجية للطبيعة.

كويري كيشوف أن الملاحظة التجريبية بمعناها الكلاسيكي ما لعبات إلا دور محدود في العلم الحديث، بل يمكن تشكل عائق أمام تقدم العلم. فعندما تخضع معرفة ما بالواقع للمعالجة النظرية تولي علم. أما مراكمة الواقع بدون معالجة نظرية فإنها ما تنتجش العلم. خاص اعتماد التجريب كمعالجة نظرية ومساءلة نقدية منظمة ومنهجية للطبيعة.

أمثلة من الواقع للمواقف الفلسفية لمحور التجربة والتجريب

مثال من الواقع على موقف كلود برنار

في عام 1842، دار العالم الفرنسي جان بيير ماري لوي بيرجيو تجربة باش يعرف واش الهواء كيتكون من عناصر متعددة ولا عنصر واحد. دار تجربة بأخذ عينة من الهواء وتعريضها لحرارة عالية، ثم حلل ما تبقى. لقى أن ما تبقى هو غاز النيتروجين والأكسجين. هاد الاكتشاف أدى لتطوير نظرية جديدة على تركيب الهواء.

مثال آخر:

في عام 1905، دار العالم الألماني ألبرت أينشتاين تجربة لاختبار نظرية النسبية الخاصة. قاس سرعة الضوء في اتجاهات مختلفة، ولقى أنها كانت متساوية. هاد الاكتشاف أدى لثورة في فهمنا للفيزياء.

في كلتا الحالتين، كانت التجربة العلمية هي اللي أدت لتطوير نظرية جديدة.

مثال من الواقع على موقف روني طوم

في القرن السادس عشر، تخيل العالم الإيطالي جاليليو غاليلي أن الأرض كتدور حول الشمس. ما كان عندو حتى دليل تجريبي يدعم هاد الفرضية في داك الوقت، ولكن كان مقتنع أنها صحيحة. هاد الخيال أدى لتطوير نظرية مركزية الشمس، اللي ولات فيما بعد أساس علم الفلك الحديث.

مثال آخر:

في القرن السابع عشر، تخيل العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن أن كاينة قوة جاذبية كتجذب الأجسام بعضها البعض. ما كان عندو حتى دليل تجريبي يدعم هاد الفرضية في داك الوقت، ولكن كان مقتنع أنها صحيحة. هاد الخيال أدى لتطوير نظرية الجاذبية، اللي ولات فيما بعد أساس علم الميكانيكا الكلاسيكية.

في كلتا الحالتين، كان الخيال عنصر أساسي في تطوير نظريات علمية مهمة.

مثال من الواقع على موقف ألكسندر كويري

في القرن التاسع عشر، دار العالم الفرنسي مايكل فاراداي تجربة باش يدرس العلاقة بين الكهرباء والمغناطيسية. دار تيار كهربائي يمر عبر سلك، ثم قاس المجال المغناطيسي الناتج. لقى أن المجال المغناطيسي كان مرتبط باتجاه التيار الكهربائي. هاد الاكتشاف أدى لتطوير نظريات جديدة على الكهرباء والمغناطيسية.

مثال آخر:

في القرن العشرين، دار العالم الأمريكي ألفرد هيرشي تجربة باش يدرس بنية الذرة. أطلق أشعة ألفا على صفائح من الذهب، ولقى أن بعض هاد الأشعة كانت كترتد بزاوية كبيرة. هاد الاكتشاف أدى لتطوير نظرية بنية الذرة.

في كلتا الحالتين، كان التجريب بمثابة مساءلة منهجية للطبيعة اللي أدت لتطوير نظريات علمية مهمة.

مفاهيم محور الأول التجربة والتجريب

• التجربة: هي اللحظة المنهجية اللي كيتختبر فيها الفروض، وتعتبر في مجال المعرفة العلمية، الوسيلة الأساسية اللي كيلجأ ليها العالم المجرب باش يعرف القوانين المتحكمة في الظواهر الطبيعية.
• النظرية: هي إنشاء تأملي للفكر كيربط نتائج بمبادئ، وتشير في المجال العلمي لمجموع الأطروحات والقوانين اللي كاتأسس نسق متكامل في مجال معين كالفيزياء مثلا.
• الفرضية: هي استنتاج أولي ومؤقت كيديرو الباحث باش يفسر ظاهرة ما، والفرضية العلمية غالبا ما تكون قابلة للاختبار والتجريب وكاتأسس بناء على ملاحظات حدسية أولية أو نظريات علمية سابقة.
• الخيال: هو القدرة على تكوين صور ذهنية لأشياء غابت عن الحس، يعني إنشاء صور ذهنية انطلاقا من مدركات حسية سابقة (خيال استرجاعي) أو تمثل علاقات جديدة بين الأشياء والوقائع (خيال إبداعي).

خلاصة تركيبية لمحور التجربة والتجريب

محور التجربة و التجريب, عموما يمكن التمييز بين التجريب بالمعنى الكلاسيكي، اللي كيستند بالأساس إلى التجربة أو الواقع كمرجع وفيصل في تحديد النظرية العلمية الصحيحة. أما التجريب بالمعنى المعاصر، فيعتبر عاجز على تفسير الظواهر، فهو بحاجة للتفكير والتأمل. فالخيالي كيكمل الواقعي. وهذا ما يدفع لطرح السؤال حول مكانة العقل في المعرفة العلمية.