محور دور الإنسان في التاريخ بالدارجة
دور الإنسان في التاريخ, الدرس كيدوي على العلاقة بين الإنسان والتاريخ، وكيطرح السؤال واش الإنسان هو اللي كيصنع التاريخ ولا التاريخ هو اللي كيتحكم في الإنسان. كاينين جوج مواقف رئيسية: الأول كيقول أن الإنسان خاضع للتاريخ وما عندوش دور كبير في صناعة أحداثه، وهذا الموقف كيمثلو الفلاسفة بحال فريدريك هيغل وكارل ماركس. الثاني كيقول أن الإنسان هو اللي كيصنع التاريخ وكيحدد أحداثه، وهذا الموقف كيمثلو الفيلسوف جان بول سارتر. الدرس كيوضح هاد المواقف وكتعطي أمثلة باش تبين كيفاش كل واحد فيهم كيشوف العلاقة بين الإنسان والتاريخ.
محور دور الانسان في التاريخ الوضع البشري
السلام عليكم الاخوان و الاخوات مرة أخرى على المنصة ديالكوم بالدارجة مع المحور الثالث من مفهوم التاريخ "دور الإنسان في التاريخ" كي العادة خود ليك واحد 3 دقايق او ركز معايا انشاء الله الدرس ساهل أو غتخرج من هنا فاهم محور دور الإنسان في التاريخ بحال الضحك كيما درنا مع محور التاريخ و فكرة التقدم بالدارجة.
اليوم غادي نتكلمو هنا على واحد القضية اساسية، هنا كاين عندنا طرفين: الطرف اللول هو الانسان والطرف الثاني هو التاريخ، دابا ارا لنا الا بغينا نعرفو شكون اللي كيدير الاخر أو شكون اللي كيصنع لاخر؟ واش الانسان لي كيصنع التاريخ ولى التاريخ هو لي كيصنع الإنسان؟
انتبهوا جيدا انه غادي نقدرو نقولو للوهلة الأولى أن الإنسان هو لي منين تيبدا يعيش او كيبدا يشتغل او كيبدا يتصارع او كيبدا يتحارب تما في تيكتب أو تيصنع لينا شي حاجة سميتها التاريخ هادا صحيح بطبيعة الحال ولكن مانساوش ان داك الإنسان اللي كيجمع التاريخ راه حتى هو نتيجة لتاريخ اخر هو اللي صنعو، كيف ذلك؟
خلينا ناخدو المتال مثلا ديال هتلر غادي يقولك شي واحد أن هتلر هو لي عطانا التاريخ ديال الحرب العالمية التانية كاملة هتلر هز واحد الشخصية الاساسية الي صنعت لينا التاريخ ديال الحرب العالمية التانية فأوروبا و فالعالم كامل هدا صحيح ولكن منساوش الجانب الآخر هو ان داك هتلر براسو هو وليد ظرفية تاريخية هي لي عطاتنا هداك هتلر هداك هتلر راه ماولا هتلر الا لأنه تولد في المانيا من اب وام المانيين و تحول لديك الشخصية لانه عاش الهزيمة ديال المانيا في الحرب العالمية الاولى لأنه شاف التقسيم ديال المانيا لأنه شاف القوى العظمى وهي كتقوى على المانيا، لأنه عاش فألمانيا فواحد الظرفية ديال الأزمة الإقتصادية ديال تسعود وعشرين كل هاد الظروف را هي اللي صنعت لنا داك هتلر، اذن هنا داكشي علاش عندو وجهين عندو الوجه الأول هو انه فعلا الإنسان و هو اللي كيصنع التاريخ ولكن عندو الوجه الآخر هو انه راه التاريخ هو اللي كيصنع الإنسان.
وحتى ربما الى رجعنا لواحد النقطة اسميتها نقطة البداية اكيد انه دائما غادي يصعب نميزو بين المصنوع و الصانع أي بين الظروف لي صنعات الإنسان وبين الظروف لي كيصنعها الإنسان اذن فهنايا بغينا نفهمو بالضبط شكوناهو السبب وشكوناهو النتيجة شكوناهو فهاد الجوج هادو شكوناهو الفاعل ؟ وشكوناهو المفعول؟
اذا الأهمية دهاد السؤال هو انه الى قلنا ان الإنسان هو اللي كيصنع التاريخ فمعنيتو ان الإنسان حر او ان الإنسان هو اللي كيصنع الأحداث التاريخية باختيار و بإرادة هو لي كيصنع التاريخ لي بغا.
لكن ملي كنقولو ان الانسان مفعول به لان الظروف التاريخية الاجتماعية الاقتصادية السياسية هي لي كتصنع الانسان و كل هاد الظروف هادي را كتنتمي للتاريخ.
نتمنى نكونو تفاهمنا تال هنا إذن ندخلو للدرس
التأطير الإشكالي للمحور
كيما قلنا فالمقدمة إلا كان الإنسان هو الموضوع الرئيسي للفلسفة، ومحور تساؤلاتها وإشكالاتها، وإلا كان التاريخ حتى هو موضوع رئيسي للفلسفة وللتفكير الفلسفي، خاصنا نبحثو ونتسائلو على طبيعة العلاقة بين الإنسان والتاريخ، وخاصة دوره فيه، يعني دور الإنسان في التاريخ. والبحث في علاقة الإنسان بالتاريخ، يعني البحث واش الإنسان، بما هو كائن واعي وعاقل ومفكر، هو اللي كيدير التاريخ وكيحكم فيه، ولا الإنسان غير وسيلة في يد التاريخ، ونتيجة لسيرورته وأحداثه ووقائعه. انطلاقا من هاد الشي يمكن نطرحو التساؤلات والإشكالات التالية:
شنو طبيعة العلاقة بين الإنسان والتاريخ؟ بمعنى آخر، شنو طبيعة العلاقة بين الإنسان والأحداث والوقائع التاريخية؟ واش الإنسان عندو دور في التاريخ وكيصنع أحداثه ووقائعه ولا التاريخ وأحداثه ووقائعه كيبقاو خارج إرادة الإنسان؟ واش الإنسان غير وسيلة في يد التاريخ؟ واش يمكن نقولو أن العلاقة بين التاريخ والإنسان علاقة جدلية كيطبعها التأثير والتأثر؟
دور الإنسان في التاريخ من يصنع من
أولا: الإنسان خاضع للتاريخ ولسيرورته وما عندوش دور في صناعة أحداثه
القول بحتمية الأحداث التاريخية، وبحتمية لحظات التاريخ، كيجعل الإنسان غير خاضع للتاريخ، ودوره هو خدمة التاريخ. ومن بين اللي أكدوا أن الإنسان خاضع للتاريخ كاينين الفيلسوفين الألمان فريدريك هيغل وكارل ماركس.
موقف فريدريك هيغل: الإنسان وسيلة في يد التاريخ
بالنسبة لدور الإنسان في التاريخ، ففريدريك هيغل كيأكد أن الإنسان ماشي هو اللي كيوجه التاريخ وكيحكم في أحداثه، والتاريخ ما كيخضعش لإرادة الإنسان، بل الإنسان غير وسيلة في يد التاريخ. ولفهم هاد الموقف، خاصنا نرجعو لموقف هيغل من حركة التاريخ.
كيشوف هيغل أن التاريخ ما هو إلا التجسيد والتجلي الموضوعي للروح المطلق. وكيشوف حتى أن الأحداث التاريخية كيتحكم فيها منطق الضرورة والحتمية. إلا قلنا أن التاريخ ما هو إلا تجل للروح المطلق، وأن التاريخ كيتحكم فيه منطق الحتمية، فالإنسان وفق هاد التصور ما غيكونش فاعل في التاريخ، وما غيكونش عندو دور في صناعة أحداثه، ما دامت الأحداث التاريخية كيبقاو خارج إرادته.
ولتوضيح كيفاش الإنسان خاضع للتاريخ، وغير وسيلة في يده، يمكن نقفو عند قولة مشهورة لهيغل وهي: "رأيت روح العصر يمتطي جوادا". ومضمون هاد القولة أن الروح المطلق تجسد وتجلى في شخص نابوليون بونابارت، وما قام به بونابارت في فرنسا، ما قامش به بمحض إرادته، ولا بشكل اختياري، بل كان خاضع لما تقتضيه الضرورة التاريخية، ولما تقتضيه اللحظة التاريخية. وهنا كيهدرو هيغل على "مكر التاريخ"، حيث كيظن الإنسان أنه هو الفاعل في التاريخ، وأن عندو دور في صناعة أحداثه ووقائعه، لكنه غير وسيلة في يد التاريخ.
موقف كارل ماركس: الإنسان صانع التاريخ وفق الشروط المادية
كارل ماركس ما كيختلفش على فريدريك هيغل، في موقفه بخصوص دور الإنسان في التاريخ، حيث كيقول حتى هو أن الإنسان خاضع للتاريخ. فكارل ماركس كيشوف أن التاريخ كيتحرك وفق منطق الضرورة والحتمية، وأنه كيسير نحو تحقيق غايته، اللي هي الرفاهية والحرية... وبالتالي دور الإنسان ما كيكونش خارج إرادة التاريخ. ولمزيد من التوضيح نستحضرو قول ماركس التالي: "إن الناس هم الذين يصنعون تاريخهم الخاص، إلا أنهم لا يفعلون ذلك عشوائيا، وضمن شروط من اختيارهم، بل ضمن شروط معطاة مسبقا وموروثة من الماضي". ومضمون هاد القول، أن الإنسان عندو دور في التاريخ، لكن دوره محدد وفق شروط ومحددات ماشي من اختياره.
ولتوضيح الموقف الماركسي من طبيعة العلاقة بين الإنسان والتاريخ، يمكن نرجعو للمثال اللي قدمه هيغل، واللي قدمه حتى ماركس، وهو مثال "نابليون بونابارت". نابليون بونابارت وفق التصور الماركسي، ماشي هو اللي أدى إلى تكوين المجتمع الفرنسي الحديث، ما كانش ذلك نتيجة لإرادته، بل كان نتيجة حتمية لتطورات مادية، مرتبطة بما هو اقتصادي واجتماعي على الخصوص، ونتيجة لتراكمات مرتبطة بالماضي.
وهكذا دور الإنسان وفق كارل ماركس هو الدفع بعجلة التاريخ إلا الأمام، وإلى تحقيق غايته، وماشي دوره هو تغيير مجرى التاريخ.
ثانيا: الإنسان صانع التاريخ
مجموعة من المفكرين والفلاسفة كيقولوا أن الإنسان هو صانع تاريخه، وأن الشروط اللي هضر عليها ماركس، وقال أنها هي اللي كتحدد سلوك الإنسان، ما هي إلا شروط من إنتاج الإنسان نفسه. ونذكر هنا على سبيل المثال الفيلسوف جان بول سارتر.
موقف جان بول سارتر: للإنسان دور في التاريخ وهو صانعه
جان بول سارتر، اللي معروف في الأوساط الفلسفية بفيلسوف الحرية، على خلاف كارل ماركس اللي حدد دور الإنسان في حدود الشروط المادية، كيقول أن الإنسان عندو دور فعال في صناعة التاريخ، وأنه هو اللي كيصنع هاد الشروط المادية اللي هضر عليها ماركس.
كيأكد جان بول سارتر، أن الناس هما اللي كيصنعو التاريخ، وماشي شروطهم السابقة، وفي هاد السياق كيقول سارتر: "الناس هما اللي كيصنعو التاريخ وماشي شروطهم السابقة، وإلا غيصبحو غير محركين لقوى لا إنسانية غتتحكم فيهم، ومن خلالهم، في العالم الاجتماعي". وهكذا سارتر كيقول أن ماشي الشروط الواقعية هي اللي كتحكم في الإنسان. وزيادة على ذلك، كيقول سارتر، أن انفلات التاريخ من الإنسان، ما كيعنيش أنه ما كيصنعوش، بل كيعني أن الغير كيصنعو حتى هو، وهذا مضمون قوله: "إلا انفلت مني التاريخ، فليس مرد ذلك إلى كوني لا أصنعه أنا، بل مرده إلى أن الغير يصنعه هو أيضا".
إذن فالإنسان عندو دور في التاريخ، وفي صناعته وصناعة أحداثه ووقائعه.
خلاصة تركيبية:
العلاقة بين الإنسان والتاريخ علاقة معقدة ومتعددة الأبعاد، واللي كيخليها كذلك هو تعقيد وتعدد أبعاد موضعي البحث، يعني الإنسان من جهة والتاريخ من جهة أخرى. وهذا اللي خلا المواقف تختلف وتتعدد، حيث أكد البعض أن الإنسان خاضع للتاريخ، ولسيرورته، ولأحداثه ووقائعه، منطلقين من كون التاريخ وفق منطق الحتمية، ونحو تحقيق غايته، وأقصى ما يمكن أن يفعله الإنسان هو أنه يساهم في تحقيق تلك الغاية. وأكد البعض الآخر، أن الإنسان هو سيد التاريخ، وصانعه، وصانع أحداثه ووقائعه، منطلقين من خضوع التاريخ لإرادة الإنسان، واختياراته. ويمكن نختم بقول نيكولا مكيافيلي، اللي كيعتبر موقفه موقفا وسطا بين الموقفين السابقين، فقد تحدث مكيافيلي عن التاريخ من زاوية القدر، وشبه القدر بالنهر، اللي نعجز أحيانا عن تغيير مجراه، ولكننا نستطيع ذلك أحيانا أخرى.
تال لهنا نكونو سالينا الدرس كنتمنا نكون نفعتكوم و الي عندو شي تساؤل احطو فكومونطير، كنتما ليكم ليكم النجاح و التوفيق انشاء نتلاقاو فدرس آخر باي.
ما هو رد فعلك؟