تلخيص محور نموذجية العلوم التجريبية بالدارجة - مجزوءة المعرفة

المحور الثالث : نموذجية العلوم التجريبية

السلام دراري و بنات معنا تاني فالدرس الأخير من مفهوم المسألة العلمية في العلوم الإنسانية و هو نفسو الدرس الاخير من مجزوءة المعرفة بالنسبة للناس ديال الآداب، درسنا اليوم هو محور نموذجية العلوم التجريبية ملخص ناضي كناضي، المطلوب منك هو شويا ديال الإنتباه و قرا هادشي بشوية عليك أو مغتخرج منهنا تتكون فهمتي الدرس كامل مكمول بالدارجة انشاء الله تعالى، إذن نبداو على بركة الله.

تأطير إشكالي لمحور نموذجية العلوم التجريبية

كيطرح نموذج العلوم التجريبية راسو كمعيار يمكن نعتمدو عليه باش نحققو علمية العلوم الإنسانية ونضمنوها. واش فعلا يصلح نموذج العلوم التجريبية للتطبيق على العلوم الإنسانية؟ شحال من العلمية يمكن يحققها ف هاد العلوم؟ واش يمكن يوصلها لتحقيق ما حققته العلوم التجريبية من علمية ولا خاص العلوم الإنسانية تفكر ف مناهج خاصة بها؟

محور نموذجية العلوم التجريبية, مواقف الفلاسفة 

موقف موريس ميرلوبونتي

ميرلوبونتي فمحور نموذجية العلوم التجريبية كيشوف بأن الذات هي أساس كل معرفة، فتجربتها المعيشة هي اللي كتشكل أساس المعرفة بذكائنا وعالمنا. حيت كل ما يمكن للإنسان يدركه واقعيا وبطريقة علمية، كيتم عبر التجربة الذاتية الخاصة، اللي كتعبر على عالم المعيش. هاد العالم اللي مبني عليه عالم العلم ككل، وهاد الأخير كتكون تعريف بعيد لتجربة العالم المعيش وتفسير لها. وبهاد الشكل، كيانتقد (ميرلوبونتي) المعرفة العلمية الوضعية اللي كتهمل تجربة الذات وكتعتبرها غير لحظة من لحظات العالم أو موضوعا شيئيا. (وجهة النظر العلمية اللي كتشوفني غير لحظة من لحظات العالم هي ديما وجهة نظر خادعة... كيكون العالم حولي بحسبها موضوعا وما كيوجدش لأجلي).

موقف فيليب لابروت طولرا وَ جون بيير وارنيي

التداخل اللي كاين بين الذات والموضوع كوضع إبستيمولوجي كيظهر فالعلوم الإنسانية، خاص يخلي الباحث كذات كتدرك الموضوع، وخصها تكون مستعدة تفهمه باعتباره مختلف عنها وآخرها. هاد الشي كيجي انطلاقا من محددات منهجية، اللي كتخلي الذات تنخرط ف موضوع دراستها أو بحثها وتفاعل معه، بل وحتى تتحكم ف علاقتها معه. وهاد الشي كيشكل مناسبة لتكيف المنهج التجريبي مع خصوصية الظاهرة الإنسانية. وكيبين كذلك أنه ما كايناش قطيعة بين العلوم الإنسانية وعلوم الطبيعة، مادامت الفيزياء المعاصرة نفسها كتاخذ بعين الاعتبار عامل تدخل الملاحظ. (مني كتركز الإبستيمولوجيا المعاصرة على الحضور الضروري للذات فالعلوم الإنسانية، فهي كتحدد فقط المطالب المنهجية الإضافية اللي خاص العقل يستوفيها لتكوين هاد العلوم).

موقف جان لادريير

كيهضر على النموذج العلمي اللي مناسب لدراسة الظواهر الإنسانية، وكيحتار بين المنهج اللي أثبت جدارته ف علوم الطبيعة، وهو النموذج الوضعي اللي كيقارب الظاهرة المدروسة كشيء خارج ذات الباحث؛ يعني المماثلة الصورية بين الأنساق المادية والوقائع الاجتماعية. والمنهج التفهمي اللي كيتخلى عن منهج العلوم الطبيعية، وكيركز على كل ما كيتعلق بنظام الدلالات ونسق المقاصد والغايات والقيم؛ يعني كل ما كيكون الوجه الداخلي للفعل. وكيخلص لضرورة وأهمية تدشين صورة للعلمية مغايرة للعلمية في علوم الطبيعة. (الشيء المهم في النهاية... ماشي هو فكرة العلمية، بل عملية تطورية مماثلة ف إطار مختلف على اللي تولدت منه علوم الطبيعة).

موقف إيميل دوركاييم

ما يمكنش نديرو دراسة علمية للظواهر الاجتماعية، إلا ما تعاملناش معاها كأشياء؛ يعني كوقائع خارجية كتفصل عن ذواتنا، وكتخلينا نتعاملو بزايد من الحياد والموضوعية والصرامة العلمية كيفما كاين ف العلوم الطبيعية. وهذا ما كيعنيش نقولو بأن الظواهر الاجتماعية هي أشياء مادية، ولكنها تستحق توصف بأنها "أشياء"، يعني بحال الظواهر الطبيعية تماما. ومن ثم، اللي كينطبق على هاد الأخيرة منهجيا، كيشكل نموذج كيقتدى به فالعلوم الإنسانية. (خاصنا نلاحظو الظواهر الاجتماعية على أنها أشياء).

تركيب عام لمحور نموذجية العلوم التجريبية

كيبن من المواقف اللي فاتت أن تطبيق النموذج العلمي التجريبي على العلوم الإنسانية ممكن مع (دوركايم) اللي كيقول أن دراسة الظواهر الاجتماعية من الخارج كتناسب هاد النموذج، ومع (طولرا) و(وارنيي) اللي كيأكدو أن انخراط الذات في الموضوع كيخلق فرصة لتكييف المنهج التجريبي مع خصوصية الظاهرة الإنسانية. لكن هاد الأخير كيتلقى انتقادات من (ميرلوبونتي)، حيث كيغفل تجربة الذات الإنسانية في بناء المعرفة العلمية، وكيواجه رؤية (لادريير) اللي كتلح على ضرورة البحث عن مناهج خاصة بالعلوم الإنسانية مختلفة عن نماذج العلوم التجريبية.

خلاصة عامة لمفهوم العلوم الإنسانية

ميلاد العلوم الإنسانية، رغم أنه جا متأخر، ما كانش غيتم إلا بارتباط مع المشروع الوضعي اللي كيحاول يتجاوز الخطابات اللاهوتية والميتافيزيقية حول الإنسان. 

او كتدعو لدراسة الظواهر الإنسانية دراسة علمية، وكياخد النموذج الجاهز للعلوم التجريبية، اللي كيشوف الظواهر الإنسانية كظواهر طبيعية يمكن دراستها وتفسيرها علميًا باعتبارها وقائع خارجية مستقلة عن الباحث. ورغم تعقيد الظاهرة الإنسانية والمشكلات الإبستيمولوجية المرتبطة بالموضوع والمنهج والبناء النظري، فكان علم الاجتماع هو المقياس لاختبار هاد العلمية. ولأن الظواهر والأفعال الإنسانية كتميز بالوعي والإرادة، كيكون صعيب موضعة الظاهرة الإنسانية؛ وهادي الخصوصية كتأكد على أهمية الذات باعتبارها واعية وقادرة على التدخل في المعرفة وبناء النظرية العلمية.